الحوكمة.. تعريفها وأهميتها وأبرز مجالاتها

الحوكمة، مصطلح بات يرن في آذاننا في أي مكان من المؤسسات الصغيرة إلى الحكومات الكبرى، لكن ما هي الحوكمة بالضبط؟ وما أهميتها؟ وكيف يمكن تطبيقها بفعالية؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال الشامل المقدم من شركة تليد.

ما هي الحوكمة

الحوكمة هي مجموعة القواعد والنظم والإجراءات التي تحدد كيفية إدارة المنظمات والمؤسسات، سواء كانت حكومية أو خاصة، وهي تشمل مجموعة من العلاقات بين الأطراف المعنية، مثل المساهمين والموظفين والمجتمع المحلي، وكيفية اتخاذ القرارات وتوزيع المسؤوليات وضمان الحقوق.

بمعنى آخر، الحوكمة هي الإطار الذي يضمن أن تعمل المؤسسات بشفافية وعدالة وفعالية، وأن تحقق أهدافها الاستراتيجية.

أهمية الحوكمة

للحوكمة أهمية بالغة في العديد من الجوانب، منها:

  • تعزيز الثقة:  تساهم الحوكمة في بناء الثقة بين مختلف الأطراف المعنية، مما يجذب الاستثمارات ويدعم النمو الاقتصادي.
  • الشفافية والمساءلة: تجعل الحوكمة المؤسسات أكثر شفافية، مما يسهل الرقابة عليها ومساءلة القائمين عليها.
  • تحسين الأداء: تساهم الحوكمة في تطوير وتحسين أداء المؤسسات، بوضع آليات واضحة لتقييم الأداء واتخاذ القرارات.
  • منع الفساد: تعد الحوكمة من أهم وسائل مكافحة الفساد، بوضع آليات رقابية صارمة.
  • ضمان الاستدامة: تساهم الحوكمة في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال دمج الاعتبارات البيئية والاجتماعية في عملية صنع القرار.

مجالات الحوكمة الرئيسية

تُقسم مجالات الحوكمة إلى عدة مجالات رئيسية، وهي:

1- حوكمة الشركات

تركز حوكمة الشركات على تنظيم العلاقة بين الإدارة والمساهمين وأصحاب المصلحة الآخرين، كما تهدف إلى ضمان أن تكون إدارة الشركة شفافة وعادلة، وتحقيق التوازن بين مصالح جميع الأطراف المعنية، إذ تشمل حوكمة الشركات وضع سياسات وإجراءات لضمان الامتثال للقوانين واللوائح، وتحقيق الأداء المالي المستدام.

2- حوكمة القطاع العام

تهدف حوكمة القطاع العام إلى تحسين أداء المؤسسات الحكومية وضمان تقديم الخدمات بكفاءة وشفافية، وتشمل هذه الحوكمة وضع سياسات وإجراءات فعالة لضمان الامتثال للأنظمة والقوانين الموضوعة، وتحقيق العدالة في توزيع الموارد، وضمان المساءلة وتساعد حوكمة القطاع العام في بناء الثقة بين الحكومة والمواطنين.

3- حوكمة تقنية المعلومات

حوكمة تقنية المعلومات معنية بإدارة أصول تقنية المعلومات في المنظمة وضمان استخدامها بكفاءة لتحقيق أقصى قيمة ممكنة لأصحاب المصلحة، وتتضمن هذه الحوكمة وضع سياسات وإجراءات لضمان أمن المعلومات، وتحقيق الامتثال للمعايير الدولية، وتحسين الأداء التقني للمنظمة.

4- حوكمة البيانات

تهدف حوكمة البيانات إلى ضمان إدارة البيانات بفعالية وأمان، ففيها توضع سياسات وإجراءات لضمان جودة البيانات، وحمايتها من الوصول غير المصرح به، وضمان استخدامها بشكل يتماشى مع القوانين واللوائح، فتساعد حوكمة البيانات في تحسين اتخاذ القرارات وزيادة الكفاءة التشغيلية.

5- حوكمة الابتكاروحقوق الملكية الفكرية

تركز حوكمة الابتكار وحقوق الملكية الفكرية على إدارة العمليات الايتكارية والابداعية داخل المنظمة وضمان تحقيق القيمة المضافة من خلال الابتكار، بوضع سياسات وإجراءات تشجع الابداع وتقييم الأفكار الجديدة، وضمان تنفيذها بكفاءة.

مخرجات الحوكمة

المخرجات هي نتائج تطبيق مبادئ الحوكمة، وهذه النتائج يشاهدها المجتمع ويعيشها، فهي الثمار التي تجنيها المؤسسة نتيجة تطبيق الحوكمة، ومن أنواع المخرجات ما يلي:

السياسات

هي القواعد والقوانين التي تحدد كيفية عمل المؤسسات، من اتخاذ القرارات والتخطيط وغيرهما، وتتمثل أهمية السياسات في أمور منها:

  •  توجيه العمل: توفر السياسات إطارًا واضحًا للمؤسسات، مما يساعدها على تحديد أهدافها وتوجيه جهودها نحو تحقيقها.
  • ضمان الاتساق: تضمن السياسات اتساق القرارات والإجراءات داخل المؤسسة، مما يقلل من الارتباك والتعارض.
  • تحقيق العدالة والإنصاف: تساهم السياسات في تحقيق العدالة والإنصاف من خلال تحديد المعايير والمبادئ التي يجب اتباعها في التعامل مع مختلف الأطراف.

اتفاقيات مستوى الخدمة

تعد اتفاقيات مستوى الخدمة (SLAs)  جزءًا أساسيًا من مخرجات الحوكمة،  وهي “عقد مكتوب بين مقدم خدمة وعميل يحدد بدقة الخدمات المطلوبة، ودرجة الخدمة المتوقعة، والمقاييس التي سيتم قياس هذه الخدمة من خلالها”، وتتمثل أهميتها في النقاط التالية:

  • ضمان جودة الخدمات: تساهم اتفاقيات مستوى الخدمة في ضمان حصول المستفيدين على خدمات عالية الجودة.
  • تحسين كفاءة المؤسسات: تساعد في تحسين كفاءة المؤسسات من خلال تحديد العمليات والمسؤوليات بشكل واضح.
  • زيادة رضا العملاء: تساهم في زيادة رضا العملاء عن الخدمات المقدمة.
  • تحسين صورة المؤسسة: تعزز من صورة المؤسسة كجهة ملتزمة بتقديم خدمات عالية الجودة.
  • تسهيل التعاون بين المؤسسات: تساعد في تسهيل التعاون بين المؤسسات المختلفة من خلال تحديد نقاط الالتقاء والمسؤوليات.

اللوائح

اللوائح هي حجر الزاوية في منظومة الحوكمة، وهي دليل عملي لكيفية تنفيذ السياسات الموضوعة، وأهميتها هي:

  • ترجمة السياسات إلى واقع: تلعب اللوائح دورًا حيويًا في ترجمة السياسات والاستراتيجيات التي يتم وضعها في إطار عملية الحوكمة إلى واقع عملي ملموس.
  • حماية حقوق المساهمين وأصحاب المصلحة: من خلال وضع لوائح تحمي حقوق جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الموظفين والمستفيدين والموردين.
  • تحقيق الكفاءة والفعالية: اللوائح تساهم في تحسين كفاءة وفعالية العمليات داخل المؤسسات من خلال وضع أنظمة وأساليب عمل منظمة.
  • منع استغلال السلطة: من خلال إخضاع نشاط المؤسسات لمجموعة من التشريعات والسياسات التي تهدف إلى ضبط ومراقبة أعمالها، مما يحد من استغلال السلطة لأغراض خاصة.
  • توزيع الأدوار والمسؤوليات: تساعد اللوائح في توزيع الأدوار والمسؤوليات عبر هياكل تنظيمية محكمة، مما يضمن تحقيق العدالة والشفافية.

دور شركة تليد في تقديم استشارات الحوكمة

تسعى شركة تليد لتقديم كافة الخدمات التي تسهم في بناء المنظمات الجديدة وتطوير وتحسين المنظمات القائمة، إذ إنها تعمل على الآتي:

  • تحديد نموذج الحوكمة
  • تعزيز الرقابة الداخلية
  • إعداد أدوات ووسائل إنشاء وتعزيز الحوكمة
  • توزيع الأدوار والمسؤوليات على أصحاب المنظمة

الحوكمة ليست مجرد مفهوم نظري، بل هي عملية مُحكَمة تُبنى المنظمات عليها، إذ تجعل المنظمة مزدهرة ومستقرة، وتحقق أعلى مستويات الانضباط والنزاهة لكافة أصحاب المصلحة. 

مقالات قد تهمك

تواصل معنا الان

تواصل معنا الآن