تُعد استراتيجية الاتصال المؤسسي؛ هي أهم الوسائل المستحدثة للحصول على نتائج سريعة في المجال المهني، مما يعني أن التغافل عنها قد يؤدي للإضرار بالأعمال المؤسسية، لذلك نحتاج دائماً لتعلم أفضل وأحدث الوسائل لتطبيقها بشكل صحيح مما يسمح للمؤسسات بالتقدم في المسار المهني بشكل سليم.
في هذا المقال سنحاول أن نُقدم مجموعة من الطرق والوسائل بالإضافة لنصائح تُساعدك في الحصول على أفضل خطة استراتيجية تعود بالنفع على مؤسستك.
ما هو الاتصال المؤسسي؟
إذا أردنا أن نعرف ما هي استراتيجية الاتصال المؤسسي، ينبغي علينا أولاً أن نتعلم الاتصال المؤسسي ونفهمه بشكل صحيح؛ وهو الطريقة التي تنتهجها الشركة أو المؤسسة في التواصل بين عناصر المؤسسة، على الشق الداخلي الخاص بها، من موظفين إلى عاملين، إلى الشق الخارجي الخاص بكل الأشخاص والمستثمرين والمؤسسات التي تتعاون مع المؤسسة.
من الضروري أثناء إقامة اتصال مؤسسي صحيح، أن نضع أهدافاً واضحة لتحقيقه؛ لعل أبرزها هو عرض الأهداف المؤسسية، والمساهمة في نشرها بشكل مستمرعبر كافة القنوات التقليدية والرقمية.
تعرف علي: معايير التميز المؤسسي
لماذا نحتاج إلى استراتيجية الاتصال المؤسسي؟
نوضح في عدة نقاط موجزة ما هي أهمية الاتصال المؤسسي، وهي:
- السمعة
من المعروف أن السمعة هي من أهم السمات التي تُحدد مدى تطور أية مؤسسة، لذا فإن استراتيجية الاتصال المؤسسي تساعد المؤسسات في الحصول على سمعة طيبة وفقاً لاتخاذها أحدث وأفضل الوسائل الإدارية.
- الثقة
تُمثل الثقة مسألة ضرورية وأساسية بالنسبة للكثير من المستثمرين وكذلك الجمهور، وهي الطريقة التي تجعلهم يشعرون بأهميتهم بالنسبة للمؤسسة من التعامل معها لحظة تقديم الخدمات، وأيضاً الاهتمام بآرائهم بعد إتمام الخدمات على حد سواء.
- الأهداف
خطة استراتيجية الاتصال المؤسسي تُساهم بشكل واضح في الحصول على نتائج حقيقية ملموسة على أرض الواقع، وهي التي تجعلنا نُحقق المزيد من الأهداف المرجوة والمأمولة في وقت واحد، ولذلك فإن تحقيقها لا يبدو صعباً إلا عند القيام بالشروط المهمة لها.
- الاتصال القوي
هو نواة استراتيجية الاتصال المؤسسي، حيث يسمح الاتصال القوي باكتساب ثقة العملاء وكذلك الحصول على ولائهم الدائم بالنسبة لنا، من أجل ذلك نسعى دائماً في إقامة اتصال قوي مع كافة العملاء، ومتابعة آرائهم بعد تقديم الخدمات لمعرفة ما أعجبهم وما نحتاج إلى تحسينه.
من الضروري أن نعمل على توفير اتصال مستمر مع العملاء، من خلال عرض الخدمات الحالية، أو من خلال تقييم آرائهم في الخدمات السابقة.
إذا أردنا أن نُحقق استراتيجية الاتصال المؤسسي بشكل فعال وصحيح؛ لا بد من أن نتجه نحو الاتصال القوي الذي يسمح لنا بالحصول على شفافية في عرض ما نقدمه بمعلومات صحيحة ودقيقة.كما ينبغي أن نسعى إلى العمل على الوصول لأعلى مستوى من الاستجابة مع العملاء، من تلقي الشكاوى وكذلك التفاعل الفعال معهم ومساعدتهم في فهم أية خدمة نقدمها.
- ولاء العملاء
تتميز بعض المؤسسات عن غيرها بالسمعة الطيبة، هذه السمعة لا تتم بين عشية وضحاها، لكن من خلال الخدمات الوفيرة التي تُقدمها المؤسسات والتي تجعلها دائماً في طليعة اختيارات العملاء الذين تعاملوا معها، أو قاموا بترشيحها لعملاء آخرين.
السمعة الطيبة، تأتي نتيجة استهداف فئة بعينها، والبحث عما يعجبهم وأبرز ما ينجذبون إليه، وبالتالي نجد فيما بعد سهولة كبيرة في الوصول إلى كل ما يريدونه، ثم تبدأ مرحلة العرض التي تجعلهم يختارون بثقة، بناءً على التجربة الممتعة السابقة التي حظوا بها من التعامل معنا.
إذا أردنا أن نُعزز سمعتنا في السوق؛ لا بد من أن نُشرك عملائنا في الدور المؤسسي لنا، وذلك من خلال البحث عن أبرز الآراء التي يريدون تقديمهم، وأن نجعلهم ينغمسون معنا في المنتجات والخدمات عبر أنشطة تُساهم في دخولهم معنا في العمل المؤسسي بشكل سليم.
مراحل تطبيق استراتيجية الاتصال المؤسسي
بعد أن وضحنا حاجتنا إلى تطبيق استراتيجية الاتصال المؤسسي بأفضل طريقة ممكنة، من الضروري أن نضع في الحسبان ما هي المراحل والفوائد التي ستعود علينا فور تطبيقها بشكل صحيح؟
- تقييم الأوضاع القائمة
التقييم هو الأداة التي تسمح لنا باستكشاف أبرز المميزات والعيوب، الخاصة بما نقدمها، وكذلك برؤية أوسع في السوق كله، يكون التقييم عبر أدوات رسمية وموثوقة تساعد في الحصول على نتائج حقيقية أو قريبة من الواقع مما يسمح بمعالجتها والعثور على وسائل التقدم أكثر فأكثر.
- الجمهور
عادةً ما تفشل بعض المؤسسات في البحث عن الجمهور المميز لديها، وبالتالي فإن الجمهور المستهدف يكون أبرز واجهة يجب أن نبحث عنها ونذهب إليها، فور أن نبدأ رحلة تطبيق استراتيجية الاتصال المؤسسي إذا أردنا أن نصل إلى أفضل شريحة يمكنها تقبل المنتجات والتفاعل معها.
- دراسة المنافسين
خطوة دراسة المنافسين من الخطوات المهمة، والتي بإغفالها لن نتمكن من رؤية التنافسية الحقيقية حولنا، من الضروري أن ندرس المنافسين بشكل مُفصل ودقيق، بحيث نحصل على دراسات صحيحة حول مدى إنتاجيتهم وكذلك سعيهم الكبير نحو الوصول إلى فئات معينة، إذا ما حصلنا على كافة هذه التفاصيل سنستطيع أن نمنع المنافسين أن يتقدموا علينا في السوق.
- الأهداف والخطط
بعد أن وضعنا لأنفسنا خطة تقييم شاملة، وقررنا أن نُحدد الجمهور المستهدف بشكل مثالي، يأتي دور وضع الخطط والأهداف؛ فهي خطوة مركزية في تحقيق نتائج رائعة خلال تطبيق استراتيجية الاتصال المؤسسي، حيث أن الأهداف تُساهم بشكل كبير في إيصال المؤسسة لمبتغاها في فترة قياسية، وذلك بالعمل المؤسسي الصحيح والشامل المعتمد على وسائل حديثة في الإدارة وكذلك التقييم.
الاتصال المؤسسي والتسويق
يُعد التسويق بالاتصال المؤسسي من أحدث الوسائل المُثمرة لتحقيق استراتيجيات طويلة المدى سريعة التأثير، لكن التسويق في حد ذاته ينقسم إلى عدة أجزاء تختلف فيما بينها، منها:
- التسويق بوسائل التواصل الاجتماعي
تُعتبر من أسرع الوسائل المستخدمة للوصول إلى العملاء، بل واستهداف فئات واسعة من الجمهور، تفوق ربما الفئة التي نسعى لاستهدافها، حيث تُمثل وسائل التواصل الاجتماعي فرصة واسعة للظهور أكثر عبر منشورات واضحة تُوضح كل ما تقدمه المؤسسة، مما يسمح لأكبر عدد ممكن بالتعرف على المؤسسة وخدماتها.
- التسويق بالرسائل
هي وسيلة تعتمد أكثر على تحليل مُفصل، يقتضي الحصول على معلومات شاملة عن فئات مختلفة من العملاء، من الضروري حين القيام بها البحث عن خبير أو متخصص في تحليل البيانات، لضمان أن تُرسل الرسائل إلى عملاء يرغبون في الشراء أو الاستفسار عن الخدمات، وإلا لتحولت الشركة إلى فوضى عارمة لا تُحقق إلا العشوائية فحسب.
أسئلة شائعة
ما هي معوقات الاتصال الخارجي في المؤسسة؟
هل توجد معوقات تمنع من تحقيق أو تطبيق استراتيجية الاتصال المؤسسي؟ بكل تأكيد، هناك الكثير من المعوقات التي تمنح من نجاح الأمر، لعل أبرزها معوقات التواصل؛ وهي المعوقات التي تقف أمام المؤسسة من الوصول إلى أهدافها، مثل تجاهل الرسائل وكذلك تجاهل تعديل الأخطاء إن وُجدت، بالإضافة إلى التعامل بشكل عشوائي مع العملاء دون مراجعة رغباتهم أو التواصل الفعال والمستمر معهم.
ما علاقة الاتصال المؤسسي بالعلاقات العامة؟
يوجد ارتباط وثيق بين الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة، حيث يسمح لنا الاتصال المؤسسي بتعزيز وتحسين علاقاتنا العامة، من خلال الوصول إلى فئات واسعة من الجمهور وكذلك البحث عن أفضل ما يمكن الوصول إليه من تواصل فعال مع العملاء، وبالتالي يكون الاتصال المؤسسي ناجحاً إذا ما اقترن بالعلاقات العامة التي تقوم على تحليل البيانات بشكل سليم.
في الختام، فإن للاتصال المؤسسي استراتيجيات واسعة، تكون دائماً جيدة إذا كانت في سبيل تحقيق نجاحات مادية ومعنوية بشكل واضح وملموس، وكذلك ينبغي أن يكون الاتصال المؤسسي قائماً على مبدأ التحليل وبشكل إداري احترافي لا تشوبه شائبة، والذي بدوره سيجعل المؤسسة تُحقق ما تتمنى من نجاحات في فترات قياسية.