إذا أردت أن تتميز مؤسستك، عليك أولاً أن تكون قادراً على فهم معايير التميز المؤسسي؛ وهي السمات التي تتضح في مؤسستك أو شركتك، والتي تجعلها قادرة على المنافسة في المجال الخاص بها أو السوق، وبالتالي فإن البحث عن معايير التفوق والريادة لا بد من أن تكون حاضرة في أذهان من يُفكر فيها بشكل مستمر، في هذا المقال سنقدم ما هو أشبه بالموسوعة الخاصة بفهم هذه المعايير وآلية تطبيقها.
ما هو التميز المؤسسي؟
باختصار شديد، التميز المؤسسي هو الحالة التي تذهب فيها المؤسسة لتكون فريدة من نوعها؛ هذا التميز يشمل الإدارة والقيام على الأعمال الوظيفية المميزة على الشكل الأكمل والأمثل واستناداً على أعلى المعايير المعتمدة والمتعارف عليها ، بالإضافة للقدرة على تحليل البيانات وتقديم خدمات ممتازة تُرضي فئات مختلفة، من الضرورة في التميز المؤسسي أن يكون لقيادة المؤسسة دوراً مهماً في تحسين سمعة وصورة المؤسسة والتمكن من الوصول إلى نتائج مقبولة في أوقات قياسية.
تعرف علي اهمية الاستراتيجية
قياس الأداء المؤسسي
للوصول إلى معايير التميز المؤسسي المثالية، من المهم أن نفهم كيف يمكن قياس الأداء المؤسسي، ومن الضروري أيضاً أن نعرف ما هو قياس الأداء وكيفية الوصول إليه وآلياته:
- الكفاءة والفعالية
هي الطريقة التي تسعى من خلالها المؤسسة لزيادة قدرتها على المنافسة وتقديم وتحسين خدماتها، الكفاءة هي معيار رئيسي من معايير التميز المؤسسي، والتي تضمن للمؤسسة أن تكون حاضرة دائماً في الواجهة ولا تغيب أبداً عن المشهد.
الفعالية؛ هي القدرة الكبيرة التي تتمتع بها المؤسسات في تنفيذ المهام الوظيفية والإدارية، وهي تتم عادةً بالكثير من التحليل والتخطيط الاستراتيجي، وتحتاج إلى إدارة قوية قادرة على التعامل مع كافة المتطلبات المؤسسية.
- تطوير الإنتاج
يُعرف أيضاً بالمخرجات، التي تقوم الشركة بإنتاجها، وهي طريقة مُتبعة تستهدف الحصول على نتائج قياسية في وقت مثالي، من خلال البحث دائماً عن الوصول لمنتج حقيقي لديه مميزات لا يمكن تجاهلها، وإرضاء شرائح مختلفة من العملاء.
- الأداء والأهداف
الأداء يُوازي الأهداف، كلاهما يسيران بشكل منتظم لتحقيق نفس المبتغى، فالأداء القياسي والمثالي يمكنه الوصول بنا إلى الأهداف المرجوة بأفضل صورة ممكنة، مع ضمان تحقيق هذه الأهداف بشكل صحيح ونموذجي.
- رضاء العاملين والعملاء
لا تنجح المؤسسات بدون رضا العملاء؛ فالعملاء هم النقطة المركزية التي ترتكز عليها تقييمات الشركات ومنتجاتها، كذلك من المهم للغاية أن نحصل على بيئة مثالية وصحية للعاملين في المؤسسة من أجل تقديم كل خبراتهم وجودات مختلفة في سبيل تحقيق مبدأ الرضا الذي يندرج تحت معايير التميز المؤسسي.
- القرارات
القرارات تكون مفصلية في المؤسسات، وتحقق التميز المؤسسي بلا شك، القرارات لا بد من أن تكون مرهونة بالتحليل والتقييم الصحيح، ولا تنخرط فيها العواطف والمشاعر التي قد تؤدي بالسلب إلى الإرضاء بالمؤسسة كلها.
- تحديد المشكلات
المشكلات؛ هي الشوكة التي تقف دائماً في حلق كل المنظمات والمؤسسات، عادةً ما تتعرض بعض المؤسسات لمشكلات بسبب ظهور المشكلات نفسها، التعامل الصحيح مع المشكلات هو تحليل أسباب حدوثها، حتى وإن كان التحليل للمنافسين، والقدرة على وضع أساليب صحيحة للتعامل مع المشكلات في حالة حدوثها.
قد تكتمل الصورة من خلال تحسين بيئة العمل
أهم معايير التميز المؤسسي
معايير التميز المؤسسي دائماً ما تكون مقسمة لعدة أقسام، سنستوفيها في الشرح الآتي:
- القادة
القيادة هي حجر الأساس في قائمة النجاح المؤسسي، والقادة لا بد من أن يتمتعوا بخبرات قيادية مهمة للغاية مثل قوة الكلمة، وإدارة الأزمات، وتوفير بيئة عمل صحية ومُنتجة، القادة من أدوارهم كذلك أن يسعوا بشكل كبير إلى تقييم الأوضاع الخاصة بالعمل المؤسسي والوقوف على النتائج.
بعد تحليل النتائج، يأتي دور القادة في وضع خطط مستقبلية تضمن لهم أن يُحققوا الكثير من النجاح المؤسسي وتفادي المشكلات، كما ينبغي عليهم أن يمتلكوا مهارة التواصل من أجل التعامل بشكل احترافي مع المؤسسات الخارجية التي تود التعامل مع المؤسسة وتتعاون معها.
- الاستراتيجيات
الخطة الاستراتيجية هي النقطة المحورية في معايير التميز المؤسسي، حيث ينبغي للمؤسسات الراغبة في تحقيق نجاحات كبيرة أن تُقدم الكثير والكثير من الخطط الاستراتيجية الاحترافية، والتي بدورها ستساعد المؤسسة بشكل مُفصل وصريح في التقدم أكثر.
الاستراتيجيات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالقياس والأداء، حيث أنها دائرة مفرغة لا تنفك دون الأضلع الثلاثة فيها، وبالتالي فإن وضع خطط استراتيجية صحيحة بخبرة تحليلية، يسمح لنا بقراءة السوق والمنافسة، وتوضع ما سوف يحدث على المدى القريب والبعيد.
لذلك اطلع علي: استراتيجية التواصل المؤسسي
- العاملون
العاملون هم الأجنحة التي تُغرد بها المؤسسة في سبيل تحقيق النجاح المؤسسي المأمول، وبالتالي فإن لهم حقوق مثلما لديهم واجبات، ولعل أبرز هذه الحقوق أن يتمتعوا ببيئة صحيحة وتنافسية تمنحهم فرصة التطور والإبداع.
توفير حوافز ومكافآت مميزة للعاملين بضرورة إسعادهم وضمان راحتهم، كما ينبغي أن يشعروا بشكل حقيقي بدورهم داخل المؤسسة ومنحهم مهام مهمة وقوية تُساعدهم في التواجد في بؤرة الحدث بدون القلق من المستقبل، ولا من ضعف الإدارة المعنية.
- التميز
التميز هو سمة من سمات معايير التميز المؤسسي، والتي تجعلنا قادرين على الدخول في السوق بمواد ومنتجات فريدة ورائعة، يضمن لنا التميز أن نكون دائماً على رأس القائمة الأولية في المنافسة، والذي بدوره يقتضي منا تحسين الإدارة الداخلية والخارجية.
توفير معلومات حقيقية، توفير تدريبات مستمرة، توفير وسائل حديثة للتعلم، توفير مناخ مميز للعاملين، وضع استراتيجيات وأهداف يمكن تحقيقها بخطة زمنية محددة، كل هذه العوامل تجعل التميز السمة الأبرز في الهرم المؤسسي الذي تسعى إليه الشركات.
- الخدمات والمنتجات
بعد كل هذا التقدم الذي أحرزناه، من الضروري أن تكون خدماتنا ومنتجاتنا على قدر هذا التميز السابق، بحيث نضمن لأنفسنا أن تكون الخدمات والمنتجات التي نقدمها تليق بالقيمة الموضوعة فيها، وكذلك لتجذب أنظار العملاء ويرغبون في شرائها وتجربتها، وكل هذه التفاصيل تجعل الخدمات ضرورية التحسين إذا كنا نبحث عن تفوق مؤسسي ملحوظ.
نماذج لتحقيق معايير التميز المؤسسي
- نموذج التميز الأوروبي
يُعرف عن نموذج التميز الأوروبي بأنه واحد من أشهر نماذج معايير التميز المؤسسي؛ حيث استهدف هذا النموذج فكرة التطور المرهونة بالزمان والمكان، والتي تسمح للمؤسسة بمراجعة ما حدث في الماضي، والتركيز على ما يحدث في حاضرها، دون تجاهل وضع خطط قوية وحقيقية للنجاح المستقبلي.
تم تعديل النموذج، وأصبح مُواكباً لأحدث وسائل وطرق الإدارة المؤسسية، ويهدف في المقام الأول إلى الحصول على نتائج مميزة وقوية من أجل التواجد دائماً في دائرة تنافسية قوية، للتركيز على تحديد نقاط القوة والضعف، أو في سياق آخر نقاط التفوق والألم.
- نموذج جائزة الملك عبد العزيز
هي الجائزة الرئيسية في عالم الريادة والأعمال داخل المملكة العربية السعودية، التي تنتمي إلى اسم الملك عبد العزيز بن آل سعود، والتي تشترك فيها المؤسسات السعودية بالكامل؛ لمعرفتها الكاملة بقيمة الجائزة وجودتها، وأنها لا تُمنح إلا لمؤثرين حقيقيين في المجتمع السعودي المهني.
المؤسسات التي تحصد الجائزة، هي المؤسسات التي تحصل على أعلى درجات في التقييم المؤسسي والجودة، وتستطيع تقديم نماذج مؤسسية ناجحة يمكن الاستفادة منها بشكل واضح.
- نموذج جائزة محمد بن راشد
هذا النموذج هو من النماذج ذات القوة الكبيرة لدعم مشاريع الشباب، والذي يمنحهم دائرة معرفية واسعة في العمل المؤسسي، هذه الجائزة التي تُمثل معايير إدارة التميز المؤسسي في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أتت في عام 2015 إلى النور.
الجائزة تهدف إلى دعم المشاريع الشبابية المفيدة مجتمعياً، ذات الأبعاد المؤسسية الحقيقية المؤثرة في البيئة الإماراتية، وتُقدم الجائزة للعديد من المشاريع المهمة التي تراها الدولة قد أثمرت وقدمت نموذجاً متكاملاً من أجل تحقيق علامات إيجابية في ضوء التميز.
- نموذج جائزة التميز للعمل الخيري
يُعرف عن المؤسسات الخيرية عدم سعيها نحو تقديم خدمات ربحية، لكن نموذج جائزة التميز للعمل الخيري يسعى لتقديم مساعدات واضحة في سبيل إنارة طريق العمل الخيري، وهو بدوره يُركز على الأعمال المؤسسية الخيرية التي يمكنها أن تعود بالنفع على المؤسسات الأخرى.
- نموذج التميز في عمل الشباب
هي الجائزة التي تأتي كنموذج مميز في دولة ويلز في قارة أوروبا، والتي لا تكتفي بتقييم العمل المؤسسي فحسب، بل تهتم أيضاً بحقوق الطفل ومؤسساته، كما أنها تُحاول بشكل مستمر أن تُنمي مهارات الشباب الويلزي وتسعى لتقديم خدمات تعاونية معهم من أجل تطويرهم في الجانب المهني والمؤسسي.
نختم حديثنا، بتوضيح أن معايير التميز المؤسسي دائماً ما تكون هي الرائدة إذا ما أردنا أن نحقق نجاحات ملموسة ومأمولة في العمل المؤسسي، والتي لا بد من أن تتوفر بشكل احترافي ودقيق في الصور التي نتحدث عنها، ومن الدور أن يكون القادة والعاملين والعملاء ركائز أساسية ومركزية فيها.